يوم أيام بحر العشق الصادق يوم (نعم) للاستقلال
هذا يوم عزيز، عشناه و كلنا أمل أن ترسو سفينة شم عبير الحرية في مرفإ الإنسانية، و تبدأ رحلة المحبة و الجوار الحسن و المصالح المشتركة بين كوردستان و أشقائه العراق و تركيا و كوردستان الشرقية و الاحواز، و طي صفحة التنابز و التباغض و القتال... نعيش جميعنا أحرارا ...الموعد كان اليوم قبل سنتين، 25:9:2017 . (نعم) أو (لا) كان المطلوب مع استحضار الضمير و الانتماء و نهر الدماء... أطلقها القائد بثبات و يقين وحب، فجاء الجواب بحب و ثبات و يقين ( نعم )، و لكن أبى من أُشرب قلبُهُ الحقد و الكراهية و نكران الجميل، و طفق الناقمون على سنن الله في خلقه في التعاون على الإثم و العدوان، و قادهم عماهم حتى لم تكن تمر الساعة من غير تهديد و وعيد و تحشيد، قالوا: لا تجروا الاستبانة هذا العام، دون ضمان أو توكيد أو قرار أممي، فبان للقائد زيف نداءاتهم، و عدم مصداقيتهم، و أنّهم يريدون حجب ضوء الشمس بغربال ، فمضى و مضى الشعب معه، و قال و قالوا : (نعم) للحرية للاستقلال للحوار لحسن الجوار للسلام للأمن لبناء الوطن و الحفاظ على أبنائه، فشهد الكوردستانيون شهادة صدق، فجن جنون الغائظين، و المنافقين، و المنتفعين، و الخائنين، يحدو بهم رأس الفتنة و عين كل مكيدة و شر جارة السوء، فدبّروا في ليلة ليلاء لوأد الحق، و سرقة الأمل، و ربما سبي الحرائر وقتل الرضع و الشيوخ ، فكان انتكاسة شرذمة ارتضت لنفسها تقديم ما قاتل من أجله والده و خيرة شباب حزبه، و شباب كوردستان عموماً قدس كوردستان ( كركوك ) هدية إلى من لا يستحق، و ارتضت بفتات الفضلات على موائد اللئام الأشرار، ففتحوا الطريق لشلة المجرمين المارقين للدخول إلى كركوك، و دخلوها.
و لكن بالحكمة بعد تثبيت الحق بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء ، تصدى الرجال لضباع الشر، فأذاقوهم كأس الموت في واقعة ( پردى)، و هزموهم في سهل الموصل، و أبى البشمرگة إلا أن يصلوهم جحيم الذل و الهوان في واقعة (سحيلي)، و عندئذ تبين للهَرِش العبادي، و حشده المنفوش، أنهم و لجوا في ساحة الموت الزؤام، فانتصر الحق و زهق الباطل.
اليوم يوم نقش الكوردستانيون فيه خارطة الوطن على الأرض، و رأى العالم كل العالم هذا العرس الرائع عرس كتابة نعم للاستقلال بمداد المحبة و التآخي و المصير المشترك في كوردستان من زاخو إلى خانقين مرورا بالقلب الأسير كركوك ( نسأل الله تعالى فك أسرها من براثن الظالم المعتدي). الكوردستانيون بكوردهم و أشورييهم و تركمانهم و عربهم، بمسلميهم و مسيحييهم و يزيدييهم، بل حتى أهل الوفاء من ضيوفنا العرب لو سمح لهم لقالوا بصدق مع إخوتهم الكوردستانيين نعم و نعم و نعم لحقكم في الاستقلال؛ لأنّه حقكم الذي انتزعته منكم مصالح قوى الغدر في القرن الماضي. إنّ شجرة الاستقلال التي غرسها الكوردستانيون في مثل هذا اليوم قبل سنتين في أرضهم ستثمر بإذن الله تعالى، و إن كره الكارهون، و رغم أنف الحاقدين .
2019/9/25
بقلم الدكتور : رشيد ئاميدي rasheed amedy